الأسير القسامي ناصر دويدار

الأسير القسامي" ناصر دويدار" السجون لن تثني من عزيمتنا ولا بد للاحتلال من زوال




يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلام ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى ، يا فلسطين بلادي أنت عنوان الفخامة كل من يأتيك يوما طامعا يلقى حِمامه ، يا فلسطين ربيع في جبين الدهر شامة وطني روحي فداه أعلى هذا ملامة. نعم إنها الأوطان التي يقدم في سبيل تحريرها المعتقلون أعمارهم ، إنها أمانة حافظوا عليها وسار على درب شهداءها ، نلتقي في هذا التقرير بالأسير القسامي المجاهد ناصر غازي دويدار أبا بكر ذاك الأسد الرابض في سجون الاحتلال الصهيوني.

على درب المجاهدين الأوائل
في الأول من سبتمبر للعام الميلادي 1967م أشرقت الشمس مع ميلاد أسطورة جديدة من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام في ذلك التاريخ المضيء ولد أسيرنا المجاهد "ناصر غازي دويدار" ابن مسجد الجمعية الإسلامية العريق الذي قدم الشهداء منهم "طارق دخان" و"ياسر الحسنات" و"مهند سويدان" و"محمد الجمل "و"طارق درويش".

وعلى صعيد المبعدين الأسدين المجاهدين الشيخين "عبد الفتاح دخان" و"حماد الحسنات" وغيرهم من هم مبعدون خارج أرض فلسطين الحبيبة. نعم في المسجد ذاته تربى أسيرنا ناصر دويدار تربى على موائد القرآن الكريم حفظ أجزاء منه وخالط أهله وسار على خطى الأحبة من قبله سار على خطى المجاهدين الأوائل فكان من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بركب الإخوان المسلمين وبركب كتائب القسام التي ما انفكت تقاوم أعداء الله مطبقة الآية الكريمة التي يقول تعالى فيها: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).

11 مؤبد و عشرون عاما
أسيرنا القسامي الصابر حكمت المحكمة الصهيونية عليه بإحدى عشر مؤبدا وعشرون عاما ، نطق الظالم بالحكم ولم يكن يعلم أن زوجة وأولاد له ينتظرون إشراقة وجهه الناضرة التي كان يصبح عليهم بها في كل صباح وكان يمسي عليهم بها في كل مساء ، أجل هكذا هي ضريبة الكرامة والعزة والإباء ، هذه هي الورود التي نعيش على ومضات جهادهم كيف لا وقد تحملوا الصعاب والعذاب من أجل أن تحيا أمتهم سعيدة لا يضرهم من خالفهم ولا يخافون في الله لومة لائم فقد تربو على حصائر الجهاد والصبر تعلموا كيف المسلم يقدم أغلى ما يملك في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله تعلموا كيف تكون التضحيات من أجل نشر دعوة الإسلامية في أنحاء المعمورة ، سجنوا ولكن ذكراهم ما زالت باقية ، ذهبوا ولكنهم الحاضرون في قلوبنا.

انخرط في العمل الجهادي

أسيرنا ناصر متزوج وهو أب لابنين الأول بكر وعمره أربعة عشر عاما والثاني أنس وعمره اثني عشر عاما يسيرون بخطى ثابتة كما كان والدهم فك الله قيده نعم فهم ملتزمون في مسجد الجمعية الإسلامية يتعلمون القرآن الكريم كما كان والدهم ، تخرج أسيرنا من الثانوية العامة ومن مدرسة خالد بن الوليد الثانوية بعدما تخرج من المدارس الإعدادية حيث كان انتمائه لدينه منذ الصغر فكان مفعما بالنشاط الدعوي الذي يدعو فيه أصحابه للالتحاق بدروس العلم في مسجد الجمعية الإسلامية مخرّج الأبطال ولم يحالف الحظ أسيرنا أبا بكر في تكملة مسيرته التعليمية الجامعية فأصر على العمل الجهادي حيث رافق الشهداء قبل استشهادهم في ميادين الجهاد والمقاومة والفداء وعاش مع إخوانه الأسرى والمعتقلين في سجنه وخارجه فمضى معهم أيام جميلة خدموا فيها دين الله في الأرض كانوا من المصلحين الصابرين المخلصين نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

يبنا بلده الأصلي

أسيرنا المجاهد هجّر أجداده من بلدة (يبنا) فلم يراها ولم يشتم نسيمها ولم يسمع صوت عصافيرها الرقراقة ولكنا ما زالت منقوشة في قلبه لن يستطيع أحد كان من كان أن ينسي الأسد عرينه أو أن يبيع السمسار أرضه فهي في القلب سيعود لها ولكن الأمر ما زال قيد الزمن وإن لم يستطع زيارتها فسيعيدها الأبناء ويطيب ثراها الأحفاد وسيعود تاريخ الأمجاد كما كان وأسيرنا المجاهد ناصر له أربعة أخوة وثلاثة أخوات ترتيبه بينهم الثالث كان أكثرهم جدا واجتهادا .

يا رجال الله صبرا

زوجته تلك المرأة الصابرة بكته عندما سمعت أن الاحتلال الصهيوني اعتقل زوجها ولكنها رضيت بما كتب الله لها من قدر وقنعت بما حملت الأيام لها من آلام وآمال من أحزان على فراق زوجها القابض على جمرتي الدين والطن الذي تحمل الصعب من أجل نصرة قضية شعبه التي ما زال يعبث بها العابثون ، لكن شعاره كان دوما حسبي الله ونعم الوكيل ، ويذكرني قول الشاعر حين قال:

يا رجال الله صبرا إن بعد العسر يسرا

لا تظنوا السجن قهرا رب سجن قاد نصرا

يا رجال الحق هبوا رب صوت لا يردُ

لا يذوق السجن إلا من له عزم وجدُ

فاستعدوا سوف يعلوا صوتكم الله أكبر



عاشق لسماع الأناشيد الإسلامية

كان أسيرنا المجاهد وقبل أن تعتقله قوات الاحتلال الظالمة وقبل أن تخطف البسمة من أطفاله يعشق سماع الأناشيد الإسلامية لا سيما الأناشيد الإسلامية القديمة التي لها وقع في الآذان ومعنى في القلوب ، وهو الآن وحتى اللحظات لازال يرددها ويعمل بها تحثه على الصبر والثبات فيصبر تحثه على زيادة الطاعات فيزيد من الاستغفار والتوجه إلى الله تعالى بقلب منيب.

لائحة الاتهام ابنا لكتائب القسام

وقد كانت لائحة الاتهام الموجهة إلى أسيرنا المجاهد "ناصر دويدار" "أبا بكر" الانضمام إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس حيث اتهم الأسير المؤسس "وليد عقل" "أبو خالد" وتقول اللائحة أن الأسير "أبو خالد" هو المسؤول الأول لكتائب القسام حيث قام بتشكيل عدد من المجموعات في المنطقة الوسطي في بداية العام 1991م وقد قامت هذه المجموعات بملاحقة عدداً من المشبوهين والعملاء والخونة وصفّت عدداً منهم وقامت بقتل مسئول مغتصبة كفار داروم، و قد تحدثت لائحة الاتهام عن الجيش القسامي الأول الذي كان يقوده مجاهدنا أبو خالد حيث عددت اللائحة أسماء أعضاء المجموعات وقادتها التي تعمل تحت أمرت "وليد عقل" هي : مجموعة النصيرات والتي كان يرأسها الشهيد "ياسر الحسنات" رحمه الله وعددهم عشرة مجاهدين منهم الشهيد "مروان الزايغ" والشهيد "طارق دخان" والأسرى" جلال صقر" وأسيرنا" ناصر دويدار" و"خميس عقل" وتمكن باقي المجاهدون من الخروج من فلسطين وأعلن الاحتلال الصهيوني عن أسماء المطاردين والمطلوبين له من خلال كشف النقاب عن أسماءهم عبر الخلايا والمجموعات التي أسسها المجاهد "وليد عقل" "أبو خالد".

وقد تنقل أسيرنا المجاهد من سجن إلى سجن تلقى فيها أشكالا من التعذيب وأصنافا من المعاناة فقد زار أسيرنا سجن الاحتلال الذي كان يسمى بالسرايا كما قبع في سجن عسقلان وسجن نفحة التي يمارس السجانون الصهاينة فيها أبشع صور التعذيب النفسي والجسدي ضد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.[color=red][/color]